Saturday, November 27, 2010

Interview with Konoungo filmmaker: Mohamed Alyahyai




لماذا هذا الاسم خصيصا  للفيلم؟

عند تسميتنا للفيلم، حاولنا الجمع بين أكثر من عنصر وأكثر من هدف وأكثر من دلالة جميعها ترمي  إلى استقطاب أكبر قدر من الناس لمشاهدة الفيلم والتفاعل معه ومع القضية الإنسانية التي يثير. فمع حضور القضية - قضية لاجئي دافور في العنوان ، كان لابد من حضور المكان بوضوح علاماته كـ"مخيم للمنفى" وغموض اسمه ، بالنسبة للمتلقي المشاهد، " كونونغو". كما كان لابد من حضور الزمان "المنفى" وزمن "المنفى" يختلف كليا عن زمن "الوطن". زمن المنفى ثابت ، متجمد ولكن محتقن بالأمل ومحتشد بالانتظار. من هنا جاء عنوان الفيلم: كونونغو: دارفوريون في مخيم المنفى. وكونونغو هو اسم مكان في صحراء جمهورية تشاد يبعد خمسة وخسمين كيلومترا عن دارفود أقيم عليه المخيم الذي صور فيه الفيلم وسمي المخيم باسمه… والاسم بالنسبة لكثير من المشاهدين غامض ولكنه الغموض المغري بالمشاهدة. والمخيم لم يعد مخيم لاجئين، وإن كان كذلك في تعريفه الرسمي، ولكنه بعد ست سنوات بات مخيم "منفيين" عن وطنهم٫ بعبارة أخرى أصبح "منفى في الصحراء" والمنفى أكثر قسوة، في دلالاته النفسية٫ من اللجوء. اللجوء عبور من مكان إلى آخر، عبور يكون عادة عابرا ومؤقتا، أما المنفى فهو اقتلاع من الجذور وانتهاك للذاكرة وللماضي بمعنييه المادي والثقافي. حاولنا إذن اختزال كل هذه الدلالات التي تضمنتها خمس وأربعون دقيقة هي زمن الفيلم في خمس كلمات هي عنوان هذا الفيلم. 

كيف جاءت الفكرة الرئيسة للفيلم؟

ثمة اهتمام كبير في قناة " الحرة" بقضايا حقوق الإنسان وبالقضايا المسكوت عنها في كثير من وسائل الإعلام الناطقة بالعربية ومن بينها قضية اللاجئين ، ولعل الحرة هي بين أوائل المحطات الفضائية الناطقة باللغة العربية التي لديها برنامج متخصص في قضايا الحريات وحقوق الإنسان هو برنامج "عين على الديموقراطية". أثناء التحضير لواحدة من حلقات برنامج " عين على الديموقراطية" عن انتهاكات حقوق الإنسان في السودان، لا سيما ما يتعرض له لاجئو ونازحو دارفور داخل وخارج السودان من انتهاكات، تنبهنا إلى أن الإعلام الناطق بالعربية يكاد يتجاهل بصورة شبه كاملة الأوضاع الإنسانية لنحو مئتين وخمسين ألف إنسان دارفوري يعيشون في مخيمات للاجئين في صحراء تشاد منذ العام ألفين وثلاثة وفي ظل ظروف معيشية ومناخية بالغة القسوة .. فقررنا القيام بمهمتنا ودورنا في تعريف الناس بهذه القضية الإنسانية ولكن من خلال عمل يوثق الحياة اليومية لهولاء اللاجئين كما هي على الأرض في مخميات المنفى واللجوء في الصحراء التشادية.

ما هي الرسالة التي أردت تقديمها في هذا الفيلم؟
الرسالة التي أردنا تقديمها من خلال "كونونغو: دارفوريون في مخيم المنفى" هي الرسالة التي أراد اللاجئون الدارفوريون أنفسهم تقديمها: هي حقيقة حياتهم في الصحراء التشادية منذ العام ألفين وثلاثة، كيف يعيشون ، كيف يتدبرون حياتهم في مخيم في الصحراء، كيف يتذكرون الوطن والماضي وكيف ينظرون إلى المستقبل، ما هي أحلامهم وتطلعاتهم، كيف يخططون لمستقبل بناتهم وأبنائهم وما هي أحلام وتطلعات الشباب من اللاجئين؟. كانت مهمتنا أن نعطى أولئك اللاجئين مساحة حرة للتعبير عن أفكارهم وآراءهم وأن نفتح لهم نافذة لعرض حياتهم وتحديدا للمشاهدين العرب. رسالة الفيلم هي حقيقة ما يجرى على أرض مخيم في الصحراء .. حقيقة حياة منفيين في الصحراء.. منفيين عن وطن يرونه بأعينهم يتلألأ تحت شمس الصحراء ، وطن لا يبعد بحساب الجغرافيا سوى خمسة وخمسين كيلومترا لكن بينهم وبينه شق القتاد. الرسالة، باختصار، هي الحقيقة دون زيادة ولا نقصان.

هل هذه هي المرة الأولى التي تشارك في هذا المهرجان؟ لماذا تشارك في مهرجان القاهرة السينمائي الإنسان حقوق؟ ولماذا خصيصا مصر؟

نعم هذه هي أول مرة نشارك فيها في مهرجان القاهرة لأفلام حقوق الإنسان. مهرجان القاهرة لأفلام حقوق الإنسان هو أحد أهم الفعاليات السنوية العالمية التي تقام في العالم العربي و التي تعنى بأفلام حقوق الإنسان والمشاركة فيه هي فرصة جيدة للتواصل مع الجمهور المصري والعربي والتواصل مع المعنيين والمهتمين بقضايا حقوق الإنسان من حول العالم، خصوصا بين الصحافيين وصُناع الأفلام، لا سيما وأن المهرجان يتخذ من القاهرة مقرا له بما تمثله القاهرة ومصر من ثقل معرفي وإعلامي في منطقة الشرق الأوسط. 

هل شارك الفيلم  في مهرجانات دولية أخرى؟ ما هي جوائز الفيلم التي حصل عليها حصل؟

الفيلم اختير ضمن القائمة النهائية لأفضل الأعمال في الدورة الأخيرة للاتحاد الدولي للبث التلفزيوني التي انعقدت في العاصمة البريطانية لندن في التاسع من نوفمبر الماضي … كما أن نسخة مختزلة " دقيقية واحدة" من الفيلم وصلت القائمة النهائية لأفضل الأفلام في خانة " الحالة الإنسانية" في الدورة السادسة والأربعين لمهرجان شيكاغو للأفلام في الولايات المتحدة.

ما هي العقبات التي واجهتك في  صنع هذا الفيلم؟

العقبات التي واجهتنا أثناء تصوير وإنتاج الفيلم تركزت في المناخ والأوضاع السياسية والأمنية التي شهدتها جمهورية تشاد أثناء سفرنا إلى الصحراء التشادية صيف عام ألفين وتسعة… إذ تصادف وجودنا مع نشوب معارك بين جماعات مسلحة من المعارضين للحكومة التشادية وبين القوات الحكومية، إضافة إلى تعرض المنطقة الحدودية لهجمات مسلحة مستمرة من قبل اللصوص وقطاع الطرق الذين غالبا ما يعيقون عمل منظمات الإغاثة الإنسانية، فكان الوضع الأمني الخطير هو أحد أهم التحديات التي واجهتنا٫ التحدي الآخر هو محدودية ساعات العمل اليومية للتصوير وإجراء الحوارات مع اللاجئين ، إذ كان علينا التحرك يوميا الساعة التاسعة صباحا ضمن قافلة سيارات الإغاثة الدولية للاستفادة من قوات الأمن التي تصاحب القافلة .. كنا نصل المخيم بين العاشرة والعاشرة والنصف صباحا وكان علينا مغادرة المخيم الساعة الثالثة بعد الظهر … الجو الحار ، الشمس اللاهية في صيف الصحراء كان بين الصعوبات خصوصا للتصوير… واجهنا أيضا تحد في اليوم الأول لدخولنا إلى المخيم .. هذا التحدي كاد يفشل كامل المهمة، إذ للوهلة الأولى لم يثق بنا شيخ المخيم ومن معه من مسئولي المخيم من اللاجئين … والسبب، كما قالوا، لم يتعودوا زيارة صحافيين عرب لهم وكانت خشيتهم أن نكون "متعاملين" مع الحكومة السودانية…. لكننا نجحنا في إقناعهم بصدق نوايانا وأن الهدف نقل الحقيقة كما هي على الأرض.

هل ترى ان وسائل الاعلام تقوم بدورها فى رعاية حقوق الانسان خاصة فى الدول الفقيرة والنامية؟ قناه الحرة وهى من اوائل وسائل الاعلام التي تولى اهتمام بالغ بقضية من قضايا اللاجئين لماذا لا يوجد اهتمام كافى من وسائل الاعلام العربية بقضايا حقوق الانسان ؟

 قناة الحرة تعمل وفق قواعد مهنية صحافية مستفيدة من تراث ومنجز الصحافة الحرة في الولايات المتحدة الأميركية. اهتمام الحرة بقضايا حقوق الإنسان هو جزء من منطلقاتها المهنية " منطلقات مهنة الصحافة" وهي الولاء للناس والانحياز للحقيقة. أما لماذا لا يوجد اهتمام كاف بقضايا حقوق الإنسان في وسائل الإعلام العربية ..هذا السؤال يوجه للقائمين على وسائل الإعلام العربية.